رصدتها (كنداكة نيوز).. مؤتمرات صحفية بالقاهرة.. نفس الملامح والشبه

 

القاهرة: اميرة الجعلي
ُعقد بالامس الاربعاء ٢٥ يوليو مؤتمرين صحفيين بالقاهرة للحرية والتغيير “الكتلة الديمقراطية” ،والحرية والتغيير “المجلس المركزي”.
المؤتمر الاول كان للقوى السياسية السودانية لاعلان خارطة طريق لحل الازمة السودانية، وطرح رؤيتهم لايقاف الحرب.
عقد ايضا المجلس المركزي مؤتمرا صحفيا عقب اجتماع استمر ليومين في القاهرة وصدر عنه بيان ختامي.
ولكن لاحظ المراقبون ان هذه المؤتمرات الصحفية اعادت نفس الخطاب السياسي السابق (و نفس الملامح والشبه).
تمت اعادة نفس السيناريوهات السابقة تركز جل الحديث على تكرار ما مضي و لم يحدث اي اختراق جديد و اصبح حديث للاستهلاك السياسي موجه عبر الكاميرات، و لمجرد الكتابة على الورق، ولا يملك التحالفان رؤية واضحة لانهاء الحرب او وضع آليات لذلك، وان التباعد في المواقف بين التحالفين اصبح اكثر من الماضي، رغم ان الخلافات السابقة كانت احدى دوافع اندلاع الحرب.

حبر على ورق:
ربما كان اخف قدرا رؤية الكتلة الديمقراطية لأنها دعت لحوار شامل لا يقصي احدا اي انهم لم يغلقوا الباب امام المجلس المركزي، ودعوا الى ان يكون هناك مشروع وطني يتفق عليه الجميع، واكدو على ان يكون الحل (سوداني سوداني) بارادة وادارة سودانية، وطالبوا المجتمع الدولي بان لا يتدخل في الشأن السوداني باعتبار ان تدخله السابق فشل في حل الازمة السودانية بل كان جزءا من اشعال الحرب، واعلنوا كذلك دعمهم للقوات المسلحة وحذرو من انتهاك سيادة الدولة وطالبوا بوقف اطلاق النار.
وشملت القوى السياسية التي تحدثت في المؤتمر الصحفي كل من السيد جعفر الميرغني باعتباره رئيسا للكتلة الديمقراطية وكذلك التجاني السيسي رئيسا لقوى الحراك الوطني، اضافة الى ممثل لحزب الامة بقيادة مبارك الفاضل متحدثا باسم تحالف التراضي الوطني، كما خاطب المؤتمر القائد اركو مناوي، والناظر محمد الأمين ترك.
ولكن لا يرى البعض ان رؤيتهم هذه كافية لايقاف الحرب دون فعل حقيقي وتحركات حقيقية بين الطرفين المتحاربين ووضع اليآت لايقافها،.

شعار ليس الا:
اما المؤتمر الصحفي الذي عقده المجلس المركزي للحرية والتغيير يبدو انهم لا يزالون يديرون اجتماعاتهم بذات العقلية القديمة رغم ان شعارهم (لا للحرب) ، ولكن يتمسكون بذات الاسباب التي أدت الى اندلاع الحرب، كما اصروا علي ذات طريقتهم الاقصائية، واقحام المجتمع الدولي في حل قضايا البلاد ، مما يعني ان الحل الوطني للازمة مجرد شعار ليس الا.

لا صلة بالكتلة الديمقراطية:

بعد الكلمات الافتتاحية للمؤتمر وتلاوة البيان الختامي من قبل صديق الصادق المهدي، قُدم المتحدث الرسمي باسم الحرية والتغيير ياسر عرمان للحديث عن جولاتهم الخارجية ولكن حبذ عرمان ان يترك الفرصة للصحفيين والاجابة على اسئلتهم وفي اجابته على اتصالهم بالكتلة الديمقراطية قال “ليست لدينا صلة بهم لان هناك من يؤيدون الحرب ويخرجون في الفضائيات داعمين لها، ولكن طرحنا ان نلتقي جعفر الميرغني وجبريل ابرهيم ومناوي” واضاف في حديثه ان اجتماعهم في القاهرة ليس لديها اي علاقة بلقاء الكتلة الديمقراطية.
وربما يفهم من حديثه ان بقية الكتلة الديمقراطية مرفوضه بالنسبة لهم، وهذا يعني تمسكهم بمواقفهم السابقة وانهم لم يتعظوا من هذه الحرب التي أشعلت وأدت الى دمار البلاد، والخاسر الاكبر فيها هو الوطن والمواطن.

الدعم السريع على الطاولة:
وفيما يتعلق بلقائهم بمستشار الدعم السريع وجلوسهم معه اكد عرمان ان الدعم السريع موجود على الطاولة، واضاف اذا اردنا انهاء الحرب لابد ان يكون الدعم السريع موجود، وزاد “الان القوات المسلحة التي تحاربه تجلس معه في مفاوضات جدة لماذ نرفض نحن الجلوس معه”

ادانة متاخرة:
وهنا استغرب البعض حديث الحرية والتغيير التي طالبت في بيانها ان يصنف المؤتمر الوطني وواجهاته بانه تنظيم ارهابي، في ذات الوقت تتمنع وتجنبت الحرية والتغيير من ادانه الدعم السريع منذ اطلاق الطلقة الاولى وظلت صامته على انتهاكاته طيلة الثلاثة اشهر الماضية ولم تصفها بالمتمردة ، حتى ادانتها لها بالانتهاكات جاءت بعد ثلاثة اشهر من اندلاع الحرب، بل جاءت الادانة متساوية اي انها ادانت الدعم السريع والقوات المسلحة.
وهنا قال عرمان ان الحرب ليست من طرف واحد وان القصف ضد المدنيين بالطائرات كان من قبل القوات المسلحة لكونها تمتلك الطائرات، فيما قال ان الدعم السريع احتلت البيوت، واضاف “ونحن ندعو الى ان تكون هناك محاسبة شفافة ولجنة مستقلة وتعويض المتضررين” .

وهنا يرى اخرون ان عرمان تناسى ان الدعم السريع يقصف ايضا المنازل بالمدافع، يقتل المواطنين، ويستبيح منازلهم و ينهب ممتلكاتهم، بعضهم عمل على تكسير منازل المواطنين بحثا عن المال والذهب نهب العربات اعتقل المواطنين دون حق وعذبهم في المعتقلات وعاملهم أسوأ معامله ولازالو يمارسون ذات النهج.

تنظيم ارهابي :
وواصل المتحدث الرسمي حديثه بان الحرية والتغيير لم تصنع الدعم السريع وان المؤتمر الوطني هو من اسسها واجاز قانونها،، وقال ان خلافهم مع الحركة الاسلامية وفلول النظام السابق، واكد انهم من اشعلوا الحرب وزاد “هم تنظيم ارهابي”

اتهام مباشر:
وجهنا في (كنداكة نيوز) سؤالا مباشر للمتحدثين انهم في مجمل حديثهم يتهمون فلول النظام السابق وان هناك اتهام للحرية والتغيير بانها من اشعلت الحرب لتمسكها بالاطاري وتهديدها بانه اما التوقيع عليه او الحرب كما تم اتهامها بانها الذراع السياسي للدعم السريع وان اغلب المواطنين يوجهون اتهام لها بانها من اشعلت الحرب،؟
فرد طه عثمان اسحاق قائلا ” ان الحرية والتغيير عملت على ان لا يحدث اي اصطدام بين الدعم السريع والجيش ليس في 15 ابريل فقط انما خلال الفترة الانتقالية وعقدت مناقشات واجتماعات عديدة” واضاف ان الحرية والتغيير دفعت الطرفين بان يوقعا على الاتفاق الاطاري قائد الجيش وقائد الدعم السريع، وزاد” لكن عناصر النظام السابق داخل هذه الاجهزة كان لهم رأي مختلف وعملوا للوقيعة بين القوتين”.
وحول تواجد الدعم السريع في مروي قال طه ان الحرية والتغيير سعت لتكوين لجنة برئاسة الهادي ادريس وعثمان عمليات والفريق خالد عابدين الشامي، واوضح ان اللجنة كانت ستجتمع الساعة 2 ظهر ولكنها لم تنعقد، واضاف سعينا من جديد باجراء اتصالات بين القائدين حتى صبيحة الحرب، وازاد ” كنا انا وزملائي الواثق البرير، وخالد عمر، وياسر عرمان وبابكر فيصل والهادي إدريس مع البرهان في القيادة العامة حتى الواحدة والنصف صباحا، ومن ثم انتقلنا الى منزل قائد الدعم السريع واتفقنا على عقد اجتماع العاشرة صباحا، وقال لكن تلقينا اتصال من قائد الدعم السريع السادسة صباحا وابلغنا ان القوات المسلحة حاوطت المدينة الرياضية، واردف اجرينا اتصال مع القائدين حتى تتمكن اللجنة من عقد اجتماعها.
واكد طه انهم حرصوا على ايقاف الحرب حتى اللحظة الاخيرة، واضاف ان الحرية والتغيير قوى وطنية وتعلم ان تعدد الجيوش مشكلة اساسية، وزاد بالقول “اذا جلس الدعم السريع وقادة المؤتمر الوطني وتوصلوا الى اتفاق لن نسمح بتعدد الجيوش، ولابد من تاسيس جيش وطني واحد ومهني”.
اما جعفر حسن لم يكتفي برد زميله طه عثمان على سؤالنا وقال هذا السؤال لابد ان نقف عليه وانا لا احب ان تتعامل الناس مع الامور ببساطة.
وقال” ان الحرية والتغيير كانت ذاهبه الى تشكيل حكومة مدنية خلال ايام كيف تشعل الحرب لان من اشعل الحرب هو الخاسر من تفكيك نظام ال30 من يونيو لانه كان من النصوص الاساسية”، واضاف “هم اخرجوا ابنائهم قبل ٥ ايام من الحرب وكان ابناؤنا داخل النيران ولو كنا من اشعل الحرب لاخرجنا ابناءنا”
وقال” اخرجوا مراكزهم الاعلامية وتعلمون الصحفيين الذين يعملون معهم ذهبوا قبل الحرب ب3 ايام خارج البلاد”.
واكد” ان الحرية والتغيير مصلحتها الاستقرار لانها تعلم ان اشعال الحرب سيجعلهم مشردين كما هو الحال الان”.

ومن خلال رصدنا لمداولات المؤتمرين نجد ان هناك تباعد في مواقف الحرية والتغير 1و 2، لازالت اسباب الحرب موجودة، لا امل ان يحدث توافق سياسي بين الوان الطيف السياسي، ذات المشاحنات والتشاكس يسيطر على الساحة السياسية بصورة عامة، اذا لم تتعظ الاطراف من اشتعال الحرب التي ادت الى الدمار والخراب، الى نزوح المواطنيين، وسوء الوضع الانساني وتدهور الوضع الاقتصادي.
في ظل استمرار الخلافات بين المكونات المدنية يبدو ان الامر سيمضي  نحو الحل العسكري، حسم التمرد عسكريا، وقيادة عسكرية مهمتها تكوين حكومة تصريف اعمال من كفاءات وطنية وصولا الى انتخابات حرة ونزيهة.

قد يعجبك ايضا