عسكريون سفراء بالخارجية…. طعن في الكفاءة.. ام امتداد للصراع مع المدنيين؟

الخرطوم: كنداكة نيوز

أثار القرار الذي اصدره رئيس مجلس السيادة الفريق اول ركن عبدالفتاح البرهان بتعيين 5 ضباط سفراء بوزارة الخارجية وابتعاثهم مباشرة لسفارات دول الجوار متمثلة في كل من (جنوب السودان، افريقيا الوسطى، ارتريا،ليبيا و تشاد) ردود فعل واسعة، وتباينت الاراء وسط المراقبين والسياسيين بين ما هو منتقدا للقرار وآخر مؤيدا له،فيما اعتبر البعض الآخر  القرار امتداد للمعركة السياسية مع المدنيين.

هيمنة العسكر:

اذ سارع  المكتب التنفيذي للحرية والتغيير باصدار بيان انتقد فيه القرار واعتبره  مثير للقلق، واوضح ان مثل هذه القرارات تكشف النوايا الحقيقية في الهيمنة وعسكرة الوظائف المدنية.

ليس هذا فحسب بل اكدت الحرية والتغيير ان القرار  يعيد منهج التمكين في التعيين دون اي اسس اومعايير وتقديم الوظائف الرفيعة مكافآت لبعض االذين قدموا خدمات للنظام.

واشارت التغيير في بيانها ان القرار مؤشر لعودة السودان مجددا لدائرة الصراعات الاقليمية والخارجية.

تجربة غير ناجحة:

وفي المقابل قال السفير نصر الدين والي في مقال صحفي انه ضد تعيين اي من العسكريين سواء قوات مسلحة او الشرطة او جهاز الامن، فالضابط باي من القوات المذكورة لن يتحول مطلقا بين ليلة وضحاها الى دبلوماسي دعك عن سفير وكذلك الدبلوماسي لا يصلح ان يصبح ضابط باي من القوات المشار اليها.

واكد والي بحسب مقاله لم يسبق ان نجحت اي تجربة تعيين سفير من العسكريين في الخارجية بشكل متكامل.

دفاع عن النهج:

في المقابل دافع عن نهج تعيين عسكريين في العمل الدبلوماسي عدد من المراقبين الذين استشهدوا  باسماء في الخارجية الامريكية و البريطانية و المصرية و العربية. و اعتبروا ان هذا التعيين يعتبر اثراء للعمل الدبلوماسي لاخصما منه.

ورغم الانتقادات الواسعة لتعيين هؤلاء الضباط في الخارجية الا ان البعض الآخر دافع عن هذا التعيين واشار الى ان الولايات المتحدة بكل ثقلها عملت على تعيين سفراء عسكريين بل ايضا نصبت وزراء خارجية من الجنرالات.

تعينات مثار جدل:

ولكن بحسب متابعتنا فان تعيين العسكريين بدأ في عهد الرئيس الاسبق جعفر نميري لكنه شهد توسعا في عهد الرئيس السابق عمر البشير  و ظلت تعينات الخارجية سواء من السياسيين او العسكريين مثار للجدل  خاصة التعينات الخاصة بالسياسيين  او وزراء تم اعفائهم من مناصبهم فتتم مكافأتهم  بتعيينهم  سفراء بالخارجية ،وهذا السياسية ليست فقط في السودان وانما في كافة الدول.

رسائل مغلوطة:

وقال سفير مخضرم فضل حجب اسمه لـ( كنداكة نيوز) ان تعيين عسكريين في الخدمة معروف و معمول به لكن يتم وفق معايير صارمة منها خبرة الضابط في العمل الخارجي و قدراته و مؤهلاته.

و استشهد محدثي بعدد من كبار الضباط الذين قدموا مردودا متميزا في العمل الدبلوماسي مثل الفريق طيار الفاتح عروة الذي شغل منصب المندوب الدائم في نيويورك و حقق نجاحات سياسية و ادارية منها امتلاك مقر للمندوبية  الدائمة في قلب مانهاتن في نيوريوك و بالقرب من مبني الامم المتحدة و كذلك سفير السودان السابقلدى البحرين الفريق ابراهيم محمد الحسن الذي تحقق في عهده فتح سفارة البحرين في الخرطوم و تشييد مجمع السفارة بالمنامة و منزل السفير.

لكن استنكر السفير في ذات الوقت تخصيص كل سفارات دول الجوار للعسكريين مؤكدا ان العلاقات مع هذهالدول لا تنحصر في الملفات الامنية فقط بل في العلاقات السياسية في المقام الاول.

و قال من المفهوم ان يتم تعيين احد الضباط في سفارة محددة  لاعتبارات خاصة لكن سيطرة العسكريين على سفارات كل  دول الجوار  يرسل رسائل مغلوطة، و يؤكد ان اهتمام السودان بعلاقاته مع الجوار دوافعها امنية اكثرمنها سياسية او اقتصادية.

تراتبية العمل:

و طالب السفير المخضرم في حديثه لـ( كنداكة نيوز) بان يقضي هؤلاء فترة للعمل في وزارة الخارجية للالمامباسلوب العمل المدني و الدبلوماسي.

و اعرب عن خشيته في ان يكسر هؤلاء السفراء النظام المعمول به في الخارجية حول تراتبية و تسلسل العمل عبر الادارات الى قيادة و الوزارة و ان يتواصلوا مباشرة مع السلطات العسكرية و القيادات العليا و يتم تجاوز الوزارة مما يكرس لاوضاع خاطئة تضر بمصالح السودان.

و قال ان نجاح او فشل هؤلاء في تجربة العمل الدبلوماسي يعتمد علي قدراتهم و تفهمهم لمقتضيات عملهمالدبلوماسي كسفراء لتحقيق مصالح البلاد و الحفاظ على العمل المؤسسي و التعامل عبر الوزارة و عدم تخطيها للتعامل مع اجهزة الدولة الاخرى ذات الطبيعة الامنية و العسكرية.

وطالب محدثي وزارة الخارجية بتعيين نواب لهؤلاء السفراء من الدبلوماسيين ذوي الخبرة لسد النقص و تقديم العون و النصح و مساعدة السفراء للقيام بوجباتهم وفق مطلوبات العمل الدبلوماسي.

قد يعجبك ايضا