السفير الامريكي الجديد .. هل سيدفع بعلاقات الخرطوم وواشنطون الى الامام.. ام سيختار فرض العقوبات؟

الخرطوم: كنداكة نيوز

واخيرا صادق مجلس الشيوخ الامريكي على تعيين سفيرا للولايات المتحدة لدى الخرطوم، اذ قلصت واشنطن تمثيلها الدبلوماسي في الخرطوم منذ العام 1996 لمنصب قائم باعمال بعد ان ساءت العلاقات بين الخرطوم واشنطون في عهد الرئيس السابق عمر البشير اي توقيت وضع السودان في قائمة الدول الراعية للارهاب.

وبالرغم من اهمية الخطوة الا انها جاءت متاخرة اذ تم الاعلان عن الترفيع الدبلوماسي بين البلدين منذ اكثر من عامين،وسارعت الخرطوم في ارسال سفيرا الى واشنطون بدلا عن قائم باعمال منذ الإعلان مباشرة ممثلا في السفير نور الدين ساتي الذي اعفي من منصبه مؤخرا من قبل القائد العام للقوات المسلحة عبدالفتاح البرهان منذ  اجراءات 25 اكتوبر، وعين بدلا عنه السفير محمد عبدالله ادريس الذي عمل وزير دولة من قبل في وزارة الخارجية وسفير السودان في لندن.

اما واشنطون فقد تباطات في ارسال سفيرها ولكن ربما يواجه سفير واشنطون جون غوديفري كثير من العقبات في الخرطوم وذلك نسبة لسياسته العدائية للمؤسسة العسكرية في السودان والتي بدأت في حديثه  اثناء  جلسة ترشيحه امام مجلس الشيوخ الشهر الماضي  الذي ايد فيها فرض عقوبات فردية على مسؤولين في الحكومة السودانية قائلاالعقوبات اداة مهمة بحوزتنا للكشف عن الاسماء المتورطة والدفع باتجاه تغيير المواقف، وقبل ان اوصي بعقَوبات محتملة اريد ان ادرس وطأتها على تصرفات قادة الجيش وعلى مواردهم المالية وتاثيرها على الاقتصاد السوداني وكيف سترتبط مع استراتيجيتنا الدبلوماسية بشكل عام بما فيها المسار المسهل امميا“.

ومن هنا يبدو ان السفير الجديد ياتي بسياسة محددة للتعامل مع الحكومة السودانية، لا يخفى فيها التدخل في الشؤون الداخلية للبلاد، وسيادة الدولة.

وقال  خبير في العلاقات السودانية الامريكية لـ(كنداكة نيوز) ان الاجابات التي قدمها السفير غوديفري في جلسة الاستماع امام الكونغرس لا تعبر عن سياسة امريكا الكلية تجاه السودان اذ انها جاءت استجابة لضغوط الكونغرس الذي يدعم قوى الحراك المدني ويناوئ العسكر.

في الوقت الذي  تتفهم فيه الادارة الامريكية ووزارة الخارجية على وجه الخصوص طبيعة الاوضاع السياسية على الارض.

افاق جديدة:

ان تعيين سفير لامريكا في السودان لا شك سيفتح افاق جديدة للعلاقات بين البلدين في ظل تعقيدات المشهد الدولي والاقليمي خاصة بعد قمة الامن و التنمية التي عقدها الرئيس جون بايدن مع زعماء دول الخليج اضافة للاردن و مصر والعراق.

و عبر البيان الختامي للقمة في موضوع السودان عن ضرورة انجاح الفترة الانتقالية و استلاب الامن. و دعم الالية الرباعية.

بيان متوازن:

وعليه فان بيان القمة في جدة سيكون هو الموجه لسياسات دول الخليج و امريكا في السودان، و حسب التقدير فانه بيان متوازن يعضد على تعزيز الاستقرار اكثر من دعم التوجهات الثورية.

و كان لافتا في القمة حديث الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على ضرورة انهاء عمل المليشيات في المنطقة و هو يقصد السودان و ليبيا و ذهب بعض المحللين الى انه يقصد في حديثه قوات الدعم السريع.

صعوبات جمة:

وبحسب الخبير عليه فان اولويات السفير الامريكي الجديد هي دعم الالية الرباعية لتحقيق الاستقرار و تحديد الانتخابات و انجاح الفترة الانتقالية و هي تعني عدم المغامرة بفرض عقوبات على الجيش لانه سيتوجه الى الخيار الروسي الذي تخشاه واشنطن في الوقت الراهن خاصة وانها ابدت ارتياحا من تجميد السودان لاتفاق انشاء قاعدة بحرية لروسيا على البحر الاحمر على النحو الذي كشفته صحيفة ( فورن بوليسي) مؤخرا.

في الوقت الذي يجد فيه السفير الامريكي الجديد الابواب مفتوحة له في السودان فان سفير السودان المرشح لواشنطن محمد عبد الله ادريس سيواجه صعوبات جمة، منها الحملة السالبة التي تزعمها سفير السودان السابق نور الدين ساتي و نشاط الجالية المعادي للسفير الذي عينه البرهان، و اخيرا مدى جدية الكونغرس و الادارة للتعامل معه؟

التطبيع مع اسرائيل:

ان وصول سفير واشنطن الى الخرطوم بعد مضي اكثر من 25عام من الغياب و سفير السودان الى واشنطن سيدفع بالعلاقات الى الامام و ان حل الخلافات بين البلدين حول اسس التحول الديمقراطي و الفترة الانتقالية سيتم عبر الدبلوماسيةلا فرض العقوبات لان للسودان خيارات اخرى و هي التوجه مجددا نحو موسكو و هي خيار لا تفضله واشنطن.

في المقابل فان اول مهام سفير واشنطن في الخرطوم اضافة الى دعم الاستقرار وانجاح الفترة الانتقالية فهو اكمال مسيرة التطبيع مع اسرائيل على النحو الذي اعلمه الرئيس بايدن في السعودية عندما قال ان المزيد من دول المنطقة العربية والاسلامية ستدخل في اتفاقيات التطبيع مع اسرائيل.

قد يعجبك ايضا